البعض منها. فلذلك سمّى النبي ﷺ القراءة حرفا وإن كان كلاما كثيرا من أجل أن منها حرفا قد غير نظمه أو كسر أو قلب إلى غيره أو أميل أو زيد أو نقص منه على ما جاء في المختلف فيه من القراءة، فلما كان ذلك نسب ﷺ القراءة والكلمة التامّة إلى ذلك الحرف المغير المختلف اللفظ من القراءة، فسمّى القراءة إذا كان ذلك الحرف منها حرفا على عادة العرب في ذلك، واعتمادا على استعمالها نحو: «١» ألا ترى أنهم قد يسمّون القصيدة قافية إذ «٢» كانت القافية منها «٣» كما قالت «٤»:
وقافية مثل حدّ السنان ... تبقى ويهلك من قالها
يعني وقصيدة، فسمّاها «٥» قافية على طريق الاتساع.
٥٢ - وكذا يسمّون الرسالة على نظامها والخطبة بكمالها والقصيدة كلها والقصة بأسرها كلمة إذا كانت الكلمة منها، فيقولون: قال قسّ «٦» في كلمته كذا يعنون خطبته وقال زهير في كلمته كذا، يريدون قصيدته، وقال فلان في كلمته كذا أي: في رسالته.
٥٣ - قال الله ﵎: وتمّت كلمت ربّك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا [الأعراف: ١٣٧] فقال: إنما يعني بالكلمة هاهنا قوله في سورة القصص: ونريد أن نّمنّ على الّذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين (٥) ونمكّن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم مّا كانوا يحذرون (٥) [القصص:
٥ - ٦] فسمّى ما في الآيتين [من] «٧» منّة على بني إسرائيل وجعلهم أئمة وورّاث الأرض، وتمكينه إيّاهم إلى غير ذلك مما تضمنتا، كلمة. «٨»