237

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Genres

تكلمناها -والله أعلم- لقد تنقضت الغرفة رأسه إليها.

قال: فهذه الكلمة التي قلتموها حين تنقضت الغرفة كلما قلتموها في بيوتكم تنقض بيوتكم عليكم؟ قلنا: لا، ما رأينا فعلت هذا قط إلا عندك.

قال: وددت أنكم كلما قلتم تنقض بيوتكم عليكم أو كل شيء لكم وإني خرجت من نصف ملكي. قلنا: لم؟

قال: لأنه كان أيسر لشأنها، وأجدر أن لا تكون من أمر النبوة، وأن تكون من حيل الناس.

ثم سألنا عما أراد فأخبرناه، ثم قال: كيف صلاتكم وصومكم؟ فأخبرناه، فقال: قوموا، فقمنا، فأمر لنا بمنزل حسن ونزل كثير، فأقمنا ثلاثا، فأرسل إلينا ليلا، فدخلنا عليه، فاستعاد قولنا، فأعدناه، ثم جاء بشيء كالربعة العظيمة مذهبة، فيها بيوت صغار، عليها أبواب ففتح بيتا وقفلا، فاستخرج حريرة سوداء فنشرها، فإذا فيها صورة حمراء، وإذا فيها رجل ضخم العينين عظيم الإليتين، لم أر مثل طول عنقه، وإذا ليس له لحية، وإذا له ضفيرتان أحسن ما خلق الله تعالى، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم عليه السلام، وإذا هو أكثر الناس شعرا.

ثم فتح لنا بابا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل له شعر كشعر القطط، أحمر العينين، ضخم الهامة، حسن اللحية، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح عليه السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها رجل شديد البياض، حسن العينين، صلت الجبين، طويل الخد، شارع الأنف،

Page 297