Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Genres
عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن عمارة بن غزية وغيرهما قالوا: قدم وفد نجران وفيهم أبو الحارث بن علقمة بن ربيعة وله علم بدينهم وكان أسقفهم وإمامهم وصاحب مدراسهم وله فيهم قدر، فعثرت به بغلته، فقال أخوه: تعس الأبعد -يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال أبو الحارث: بل تعست أنت، أتشتم رجلا من المرسلين؟! إنه الذي بشر به عيسى، وإنه لفي التوراة. قال: فما يمنعك من دينه؟ قال: شرفنا هؤلاء القوم وأكرمونا ومولونا، وقد أبوا إلا خلافه، فحلف أخوه ألا يثني له صعرا حتى يقدم المدينة فيؤمن به. فقال: مهلا يا أخي، فإنما كنت مازحا. قال: وإن، فمضى يضرب راحلته. وأنشأ يقول:
إليك تعدو قلقا وضينها .. .. الخ
قال: فقدم فأسلم.
وفي هذا الخبر قصة طويلة فيها سبب نزول آية المباهلة، رواها يونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده -قال يونس: وكان نصرانيا فأسلم-: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران، وذكره بطوله.
وروي عن عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه أنه كان غائبا عن الطائف حين حاصرها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ارتحل النبي صلى الله عليه وسلم عنها جاء عروة فلقي غيلان بن سلمة، فقال له عروة: ألا ترى علو أمر محمد صلى الله عليه وسلم واتباع الناس له؟
Page 218