132

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Genres

ولم يكن للعرب عليهم حكم أكثر من غيرهم، ولم يكن لولد إسماعيل سلطان على أحد من الأمم لا أهل الكتاب ولا الأميين، فلم تكن يد ولد إسماعيل فوق الجميع، حتى بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم، دعا به إبراهيم لولد إسماعيل حيث قال: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم}، فلما بعث صارت يد ولد إسماعيل فوق الجميع، فلم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانهم، وقهروا فارس والروم وغيرهم من الأمم، وقهروا اليهود والنصارى والمجوس والصابئة والمشركين، فظهر بذلك تحقيق قوله في التوراة: "وتكون يده فوق الجميع ويد الكل به"، وهذا أمر مستمر إلى آخر الدهر.

وقال أبو نصر السمؤال بن يحيى الفاسي في كتابه "إفحام اليهود" فيما وجدته بخطه عندهم في السورة الأخيرة من التوراة وهي التي باركهم بها موسى هذه الآية، وذكرها بالعبرانية، ثم ذكر تفسيرها بالعربية، قال: إن الله من "سيناء" تجلى، وأشرق [نوره] من سيعير لهم، واطلع من جبال فاران، ومعه ربوات المقدسين، وهم يعلمون أن جبل سيعير

Page 192