Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Genres
بذلك عالم رحمه الله، واسمه بالعربية: السمؤال بن أبي البقاء يحيى بن عباس، فقال في كتابه "إفحام اليهود" فيما وجدته بخطه: قال الله تعالى في الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة مخاطبا إبراهيم الخليل عليه السلام:
"وأما في إسماعيل، فقد قبلت دعاءك، ها أنا قد باركت فيه وأثمره وأكثره جدا جدا". ذلك قوله: "وليشماعيل شمعيتخا هنى بيراخي أوثو وهفريثي أوثو ب بمأد مأد" فهذه الكلمة أعني ب "مأد مأد" إذا عددنا حساب حروفها بالجمل كان اثنين وتسعين، وذلك عدد حساب حروف اسم محمد صلى الله عليه وسلم فإنه أيضا اثنان وتسعون، وإنما جعل ذلك في هذا الموضع ملغزا؛ لأنه لو صرح به لبدلته اليهود أو أسقطته من التوراة كما عملوا بغيره.
فإن قالوا إنه قد يوجد في التوراة عدة كلمات مما يكون عدد حساب حروفه مساويا لعدد حساب حروف اسم زيد وعمرو وخالد وبكر، فلا يلزم من ذلك أن يكون زيد وعمرو وخالد وبكر أنبياء.
فالجواب: أن الأمر كما يقولون لو كان لهذه الآية أسوة بغيرها من كلمات التوراة؛ لكنا نحن نقيم البراهين والأدلة على أنه لا أسوة لهذه الكلمة بغيرها من سائر كلمات التوراة.
Page 188