قيل له: نعم، نقول ذلك على أنه السميع البصير، لا أن له سمعا هو غيره، ولا أن له بصرا هو غيره، ولكن نقول كما قال: {إنه هو السميع البصير}.
وقد قال لموسى وهارون: {إنني معكما أسمع وأرى}. معنى ذلك: أنه لا يخفى عليه شيء من الأمور.
فإن قال: أفتقولون: إن لله علما؟
قيل له: نعم، نقول إن لله علما، يعني: إنه العالم بالأشياء، ولا نقول: له علم هو غيره به علم الأشياء، وإنما قلنا: إن لله علما، كما قال في كتابه: {أنزله بعلمه}، أي: أنزله وهو العالم به.
فإن قال: أفتقولون: إن لله علما وقدرة؟
فالجواب: أنا نقول: إن الله هو العالم، وهو القادر، ولا نقول: إن له علما وقدرة هما غيره، وإنما قلنا على ما أطلقه الله: {أنزله بعلمه}، أي: أنزله وهو العالم به، وكما أطلقه المسلمون في كلامهم: كان هذا في علم الله؛ معناه: إنه هو العالم به ولا يخفى عليه.
مسألة: [الحجة على من قال: إن الله عالم بعلم]
- وسأل فقال: ما الحجة على من قال: إن الله عالم بعلم؟
قال: يقال لهم: إذا زعمتم أن الله عالم بعلم، /16/ فقولوا: إنه حي بحياة، وقديم بقدم.
فإن قالوا: هو قديم بقدم، وحي بحياة.
قيل لهم: فحدثونا عن قدمه، أهو قديم بقدم، وقديم بقدم حتى نوجب عليهم أنه قديم بقدم وقديم بقدم إلى ما لا نهاية له، وكذلك حي بحياة وحياة بحياة إلى ما لا نهاية له، حتى يرجع ويقول: إنه الحي بلا حياة هي غيره، وقديم بلا شيء هو غيره.
وقد قال الله: {هو الحي لا إله إلا هو}، والقديم: هو المتقدم الأشياء قبل كونها وهي عدم لم تكن، والله تعالى قبل كل شيء.
مسألة: [الرد على من قال: إن أسماء الله لا هي هو]
- وسأل عن قول من قال: إن أسماء الله وصفاته لا هي هو ولا هي غيره؟ وكذلك قول من قال: علمه لا يقال هو ولا غيره؟
Page 22