وَفعل مثل إبل، وَفعل مثل رجل، وَفعل مثل فَخذ، وَفعل مثل جرذ، وَفعل مثل ضلع. وَفِي هَذِه الْأَمْثِلَة سَالم ومعتل وستراه إِن شَاءَ الله.
[و] الرّبَاعِيّة، وَهِي خَمْسَة أَمْثِلَة، وَقَالَ الْأَخْفَش: هِيَ سِتَّة: فعلل مثل جَعْفَر، وفعلل مثل دِرْهَم، وفعلل مثل برثن، وفعلل مثل زبرج، وَفعل مثل سبطر؛ وَقَالَ الْأَخْفَش: فعلل مثل جخدب. وأبى ذَلِك سَائِر النَّحْوِيين، وَقَالُوا جخذب. وَقد لحق بالرباعي مَا جَاءَ على وزن فوعل، نَحْو كوثر، وفعول نَحْو جهور، وفيعل نَحْو صيقل، وفعيل نَحْو حذيم.
والأمثلة الخماسية أَرْبَعَة: فعلل نَحْو سفرجل، وفعلل نَحْو قهبلس، وفعلل نَحْو جردحل، وفعلل نَحْو خزعبل، الخزعبل: اللَّهْو والخرافات وَمَا يضْحك مِنْهُ. قَالَ أَبُو بكر: أَخْبرنِي أَبُو حَاتِم قَالَ: رَأَيْت مَعَ أم الْهَيْثَم أعرابية فِي وَجههَا صفرَة فَقلت: مَا لَك، قَالَت: كنت وَحمى بدكة فَحَضَرت مأدبة فَأكلت خيزبة من فراص هلعة فاعترتني زلخة، فَضَحكت أم الْهَيْثَم وَقَالَت: إِنَّك لذات خزعبلات أَي لَهو. وَأنْشد (رجز):
(كَأَن متني أَخَذته زلخة ...)
(من طول جذبي بالفري المفضخه ...)
وَاعْلَم أَن أحسن الْأَبْنِيَة عِنْدهم أَن يبنوا بامتزاج الْحُرُوف المتباعدة؛ أَلا ترى أَنَّك لَا تَجِد بِنَاء رباعيا مصمت الْحُرُوف لَا مزاج لَهُ من حُرُوف الذلاقة إِلَّا بِنَاء يجيئك بِالسِّين، وَهُوَ قَلِيل جدا، مثل عسجد، وَذَلِكَ أَن السِّين لينَة وجرسها من جَوْهَر الغنة فَلذَلِك جَاءَت فِي هَذَا الْبناء.
فَأَما الخماسي مثل فرزدق وسفرجل وشمردل فَإنَّك لست تَجِد وَاحِدَة إِلَّا بِحرف وحرفين من حُرُوف الذلاقة من مخرج الشفتين أَو أسلة اللِّسَان، فَإِن جَاءَك بِنَاء يُخَالف مَا رسمته لَك مثل دعشق وضعثج وحفاضج وصفعهج، أَو مثل عقجش وشعفج، فَإِنَّهُ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب فاردده فَإِن قوما يفتعلون هَذِه الْأَسْمَاء بالحروف المصمتة وَلَا يمزجونها بحروف الذلاقة فَلَا تقبل ذَلِك كَمَا لَا يقبل من الشّعْر الْمُسْتَقيم الْأَجْزَاء إِلَّا مَا وَافق أبنية الْعَرَب من الْعرُوض الَّذِي أسس على شعر الْجَاهِلِيَّة. فَأَما الثلاثي من الْأَسْمَاء والثنائي فقد يجوز بالحروف المصمتة بِلَا مزاج من حُرُوف الذلاقة مثل خدع، وَهُوَ حسن
1 / 49