فقال النبي، ﷺ: إلى أين، يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنّة بك يا رسول الله! قال: نعم، إن شاء الله، فلما أنشده:
ولا خَيرَ في حِلْمٍِ إذا لم تكن لهُ ... بَوادِرُ تَحميْ صَفوَهُ أن يُكَدَّرَا
ولا خَيرَ في جَهْلٍ، إذا لم يكن لهُ ... حَليمٌ، إذا ما أَورَدَ الأمرَ أَصْدَرَا
قال له النبي: ﷺ: لا فض الله فاك! فبنو جعدة يزعمون أنه كان إذا سقطت له سنٌ نبتت مكانها أخرى. وغيرهم يزعم أنه عاش ثلاثمائة عامٍ ولم تسقط له سنٌّ حتى مات: وبإسناده عن سعيد بن المسيب أنه قيل له: إن قبيصة بن ذؤيب يزعم أن الخليفة لا يناشد الأشعار. قال سعيد: ولم لا يناشد الخليفة، وقد نوشد رسول الله، ﷺ، يوم قدم عليه عمرو بن سليم الخزاعي، وكانت خزاعة حلفاء له، فلما كانت الهدنة بينه وبين قريش أغاروا على حي من خزاعة يقال لهم بنو كعب، فقتلوا فيهم، وأخذوا أموالهم، فقدم عمرو على النبي، ﷺ، مستنصرًا فقال: الرجز
يا ربِّ! إنّي ناشِدٌ مُحَمَّدا ... حِلْفَ أَبينا وأَبيهِ الأتْلَدَا
نحنُ وَلَدناهم، فَكَانُوا وَلَدَا ... ثُمَّتَ أَسْلَمْنا، فلَم نَنْزِع يَدَا
إنَّ قُريشًا أَخْلَفوكَ المَوعِدَا، ... ونَقَضُوا ميثاقَكَ المُؤكَّدَا
1 / 38