131

Jamal Qurra

جمال القراء وكمال الإقراء

Investigator

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

Publisher

دار المأمون للتراث-دمشق

Edition Number

الأولى ١٤١٨ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

ذكر تلاوة القرآن، وفضلها وصورتها: التلاوة الاتباع. من قولهم تلا الشيْءُ الشيْءَ إذا تبعه. كأن قارئ القرآن يتبع في قراءته ما أنزله الله ﷿ كما كان النبي ﷺ يتبع ذلك إذا قرأه عليه جبريل ﵇. وقيل: كان الذي يتلو كتاب الله هو الذي يقرؤه، ويعمل بما فيه. فيكون تابعًا له. والقرآن يكون سائقًا له، وقائدًا. وهو معنى قوله عز وجل: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) أي يقرؤونه، ويعملون بما فيه. وعن ابن عباس: يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه. قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانًا أي يتبعه. (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢) . وقال غيره يكونون أتباعًا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام يقتدون به. حدثني أبو المظفر الجوهري، ﵀ بالإسناد المتقدم إلى النسائى، أخبرنا قتيبة بن سعيد، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل، وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل، وآناء النهار".

1 / 167