Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Genres
وأثقلت ظهري بالذي خلف ظهري
ومستشهدا بقول أبي العلاء:
هذا جناه أبي علي
وما جنيت على أحد
لم يتزوج الأفغاني؛ لأن الزواج يتطلب العدل وهو ما يعجز عنه، والطبيعة قادرة على التكيف. ومن ترك شيئا عاش بدونه. يقوم الأفغاني بواجباته تجاه السلطان. أما الزواج بالجارية الحسناء فلها أكفاؤها، وإذا أصر السلطان على ذلك فالأفضل للأفغاني أن يكون خصيا ويقطع أعضاء التناسل، وكأنه عدو المرأة كما يقال على بعض المفكرين المعاصرين. وقد قل من الرجال من يعرف الهناء بغير النساء، وندر منهم من لا ينسب شقاءه إليهن. والأقرب إلى الصواب أن يقال فيهن ما يقال في الأولاد: وجودهم بلاء وبلاهم بلاء!
13
والموضوع الرئيسي الذي يتطرق إليه الأفغاني هو موضوع المساواة بين المرأة والرجل الذي طالما هاجم فيه المستشرقون والمتفرنجون الإسلام، بداية بموضوع السفور. فلا مانع من السفور إذا لم يتخذ مطية للفجور. والحجاب له أنصاره وخصومه، وهو ستار إذا رفع فجأة تظهر شناعة الخلاعة والتبرج والفجور. أما السفور المعقول التدريجي فلا غبار عليه. وهنا يبدو الأفغاني انقلابيا ثوريا في السياسة، تدريجيا في التغير الاجتماعي. لذلك لا بد من تحديد صريح للمعاني المطروقة مثل مساواة المرأة بالرجل والحجاب ورفعه حقوق المرأة والغاية المرجوة من ذلك حتى لا يتحول إلى هتك الحجاب وهو عند الأفغاني مثل هتك العرض.
والموضوع كله ناتج من تقليد الغرب من بعض الناشئة في الشرق والمتفرنجين. فهم الذين يطالبون بمساواة المرأة بالرجل في التكوين وهو مستحيل. فالمواهب الفطرية لا مجال فيها للاكتساب. والعلوم المكتسبة على نسب مختلفة. فهل تستطيع المرأة ذلك؟ ويستشهد الأفغاني بالمتنبي في نقده للشرقيات المقلدات للغربيات ومدح أخلاق البداوة ونقد أخلاق الحضارة.
حسن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب
Unknown page