Jalis Salih
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
Investigator
عبد الكريم سامي الجندي
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى ١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
جَنّهُ وجنَّ عَلَيْهِ
قَالَ القَاضِي: فِي هَذَا الْخَبَر: فَلَمّا جنّه اللَّيْل، والفصيح من كَلَام الْعَرَب: جن عَلَيْهِ اللَّيْل وأجنه اللَّيْل، قَالَ اللَّه جلّ اسْمه " فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كوكبًا " وَفِيه لُغَة أُخْرَى وَهُوَ جَنّه كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر، وَقد روى عَن بعض الماضين من الْقُرَّاء " جَنّهُ المَأْوى " وَهَذَا وَجه شَاذ فِي الْقِرَاءَة، واللغة، وَفِي هَذَا الْخَبَر أَيْضا وجهٌ من اللُّغَة لَيْسَ بِالظَّاهِرِ السائر وَهُوَ قَوْله: ثُمَّ أهالوا عَلَيْهِ التُّرَاب، واللغة الفاشية الصَّحِيحَة الْعَالِيَة: هِلْتُ عَلَيْهِ التُّرَاب أهِيله، قَالَ اللَّه جلّ ثَنَاؤُهُ: " وَكَانَتِ الْجِبَالُ كثيبًا مهيلًا ".
من أدب آل الْبَيْت
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بِالْقَلْزُمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ ﵃، فَقلت: يَا ابْن رَسُولِ اللَّهِ أَوْصِنِي، فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ! لَا مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ، وَلا رَاحَةَ لِحَسُودٍ، وَلا خَلَّةَ لِبَخِيلٍ، وَلا أَخَا لِمَلُولٍ، وَلا سُؤْدُدَ لسيء الْخلق، قلت يَا ابْن رَسُولِ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: يَا سُفْيَانُ! كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ عَابِدًا، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَاصْحَبِ النَّاسَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يَصْحَبُوكَ بِهِ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَلا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَيُعَلِّمَكَ مِنْ فُجُورِهِ، وَشَاوِرْ فِي أمورك الَّذين يَخْشَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى، فَقُلْتُ: يَا ابْن رَسُولِ اللَّهِ: زِدْنِي، قَالَ: يَا سُفْيَانُ! مَنْ أَرَادَ عِزًّا بِلا عَشِيرَةٍ وَهَيْبَةً بِلا سُلْطَانٍ، فَلْيَخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ ﷿، قلت: يَا ابْن رَسُولِ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ: يَا سُفْيَانُ أَدَّبَنِي أَبِي بِثَلاثٍ وَأَتْبَعَنِي بِثَلَاث، قلت يَا ابْن رَسُول الله! مَا الثَّلاثُ الَّتِي أَدَّبَكَ بِهِنَّ أَبُوكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: مَنْ يَصْحَبْ صَاحِبَ السَّوْءِ لَا يَسْلَمْ، وَمَنْ يَدْخُلْ مَدَاخِلَ السَّوْءِ يُتَّهَمْ، وَمَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ. ثُمَّ أَنْشَدَنِي:
عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الْخَيْرِ تَحْظَ بِهِ ... إِنَّ اللِّسَان لِمَا عَوَّدْتَ مُعْتَادُ
مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُ ... فِي الْخَيْرِ وَالشَّر فانظركيف تَرْتَادُ
قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا الثَّلاثُ الأُخَرُ؟ قَالَ: قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُتَّقَى حَاسِدُ نِعْمَةٍ، أَوْ شَامِتٌ بِمُصِيبَةٍ، أَوْ حَامِلُ نَمِيمَةٍ.
وُفُود كَثِيرَة عزَّة عَلَى عَبْد الْملك وَحَدِيثه مَعَه
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عليّ بن المزربان النَّحْويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن هَارُون النَّحْوِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أبي يَعْقُوب الدينَوَرِي، قَالَ: أَخْبرنِي نصر بْن مَنْصُور، عَنِ الْعُتْبِي، قَالَ: كَانَ عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يحب النّظر إِلَى كُثَيِّر إِذَا دخل عَلَيْهِ آذنه يَوْمَا، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! هَذَا كُثَيِّر بِالْبَابِ، فَاسْتَبْشَرَ عَبْد الْملك، وَقَالَ: أَدْخِلْه يَا غُلَام،
1 / 194