فالأجود كان لهم أن يقرأوا كتب الأوائل ليعلموا علی كم ضرب يسيل من العضو ما كان قبل ذلك محتقنا فيه.
فإن ذلك قد يكون إذا سخف وتخلخل العضو الحاوي له، وإذا رق ذلك الشيء الذي يحوی، وإذا كثر، وإذا تحرك حركة أشد، وإذا اجتذبه شيء من خارج، وإذا انتقل عن العضو بسبب من داخل.
فإن ترك أحد جميع هذه الأشياء، وظن أن علة الاستفراغ واحدة، وهي اتساع المجاري، توهم الناس عليه أنه لا يعرف الأمور الظاهرة، فضلا عما سواها.
فقد نری عيانا الصوف، والإسفنج، وغيرهما مما أشبههما في السخافة والتخلخل، إن كانت فيها رطوبة يسيرة، حصرتها ولم تجر منها. وإن كانت فيها رطوبة أكثر، سالت وانبعثت.
Page 82