وذلك أنه قد يمكن أن يكون حال الاسترسال في المعا الذي يقال له القولون، وفي الأمعاء الدقاق، وفي المعا الذي يقال له الصائم، وفي المعدة، وفي العروق التي بين المعا والكبد وتسمی مساريقا، وفي مواضع أخر شتی، باطنة. وليس يمكن أن ينال واحد من هذه الأعضاء بالحس، لا هو، ولا مرضه. فكيف يمكن مع هذا أن يقال إن تلك الجمل ظاهرة؟
إلا أن يقول قائل:
إن معنی قولي «ظاهرة» إنما هو أنه يستدل عليها بعلامات.
فإن كان الأمر هكذا، فلست أعلم ما الفرق بينهم وبين القدماء من الأطباء. وكيف يعدونا — إذا كان الأمر كذلك — أن يعلمونا هذه الصناعة سريعا في ستة أشهر.
Page 75