وكذلك أيضا لا أقدر أن أتجاوز السن، وأستهين بها، لأن العيان يضطرني إلی التصديق بالحاجة إلی النظر فيها. لأني أجد المرض الواحد قد يكون في بدنين، وليس بين أحد المرضين وبين الآخر فرق في وجه من الوجوه ولا يكون علاجهما في جميع الوجوه واحدا، لاكنه ربما كان بين علاج أحدهما وبين علاج الآخر من الفرق في شيئين مختلفين، لا أن يكون الفرق بينهما في مقدار الشيء الذي يعالج به، أو في طريق استعماله، لكن في جنسه.
من ذلك: أن صاحب ذات الجنب، إذا كان شابا قويا، قد رأيناكم، فضلا عن غيركم، تفصدون له العرق. وما رأيناكم قط تقدمون علی فصد شيخ فان، ولا صبي صغير. ولا رأينا أحدا غيركم فعل ذلك.
وأما قولكم فيما قال أبقراط من أن استعمال الدواء المسهل يعسر قبل طلوع الشعری العبور، وفي وقت طلوعها، وبعده، وأن الأولی أن تنفض الأبدان بالأدوية في الصيف من أعلی الجوف، وفي الشتاء من أسفله.
Page 65