وذلك أن أصحاب هذا القياس يبتدئون بقياسهم من شيء واحد ظاهر، وينتهي كل واحد منهم إلی شيء من الأشياء الخفية غير الذي انتهی إليه غيره. ويقع بينهم اختلاف ليس لهم فيه حكم يفصل بينهم، ويجمعهم علی أمر واحد.
ويقولون: إن هذا الاختلاف دليل علی أن الشيء الذي اختلف فيه لا يدرك.
ويعنون بالإدراك: المعرفة الصحيحة، اليقين.
ويعنون بخلافه ضد ذلك.
ويقولون: إن العجز عن الإدراك وامتناعه هو علة الاختلاف الذي لا يقع فيه حكم فاصل. وهذا الاختلاف أيضا دليل علی عدم الإدراك.
والاختلاف الذي لا يقع فيه حكم فاصل عندهم هو الاختلاف في الأشياء التي تخفی، لا في الأشياء التي تظهر، من قبل أن في الأشياء التي تظهر إذا تبين الشيء وانكشف وظهر كيف هو، شهد للصادقين عليه، وكذب وفضح المتكذبين عليه.
Page 42