ويقولون: إن القياس الذي ينتفع به إنما هو القياس علی الأشياء الظاهرة، وإن منفعته في ذلك أنه يتبين به الشيء الذي قد التبس في حال ما. ويعنون بالشيء الملتبس في حال ما كل ما كان من جنس الأشياء الظاهرة، إلا أنه لم يظهر بعد.
وينتفع به أيضا في كشف خطأ من يقدم علی مخالفة العيان.
وينتفع به أيضا في تبيين ما يغلط فيه من الأشياء الظاهرة.
ويقدر صاحبه أن ينقض به الأغاليط من غير أن يفارق العيان والشيء الظاهر، لكنه يلزم دائما الشيء البين الظاهر.
وليس كذلك عندهم القياس علی الشيء الخفي. لكنه يبتدئ من الأشياء الظاهرة وينتهي إلی أمور دائمة الخفاء. ولذلك يتغير علی أنحاء شتی.
Page 41