============================================================
ظاهرك، لو اغتسلت كل يوم آلف مرة ما زال من وسخ قلبك شيء. المعاصي لها رائحة خبيثة، يعرف بها الذين ينظرون بنور الله عز وجل، لكنهم يسترون على الخلق ولا يفضحوبهم.
ويحك أنت كسلان، فلا جرم لا يقع بيدك شيء؛ جيرانك وإخوانك وأقاربك قد سافروا وفتشوا وحضروا فوقعوا بالكنوز، ربح الدرهم معهم عشرة وعثرين، ورجعوا غانمين، وأنت قاعد في مكانك. عن قريب يذهب هذا القدر اليسير الذي بيدك، وتطلب بعد ذلك من الناس.
ويحك جاهد / في طريق الحق عز وجل، ولا تتكل(97) على قدره، أما (1/101] سمعت كيف قال: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. [سورة العنكبوت 19/29] جاهد وقد أتتك الهداية، بك لا تجيء ولا بد منك، وحدك لا تجيء، أسرع وقد جاء غيرك، وتمم شغلك، وكل شيء بيد الله عز وجل فلا تطلب شيئا من غيره، أما سمعت كيف يقول في محكم كلامه القديم وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} [سورة الحجر 21/15]. أبقي بعد هذه الآية كلام؟!.
يا طالب الدنيا والدرهم هما شيء، وهما بيد الله عز وجل، فلم تطلبهما من الخلق؟! ولم تطلبهما بلسان شركك بهم واعتمادك على الأسباب. اللهم يا خالق الخلق، يا مسبب الأسباب، اعصمنا من قيد الشرك بخلقك وأسبابك ( وآتنا في [101/ب] الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
(97) في (أ): ولا تتكلم.
Page 115