============================================================
والسيئات، والشكر والصبر، والتعب والشفاء كما تنقطع خطوات المسافر إذا وصل الى مقصده ومنزله فتبقى المجالسة والمجانسة والمشاهدة والمحادثة والاطلاع على الأسرار. إذا وصل محبإلى محبوب هل يبقى تعب؟! ينقلب التعب راحة، البعدم إنما يعرف الإشارة أهل الإشارة.
يا عابدا بغير قلب حاضر، مثلك مثل الجمل المشدود العين وهو يطحن، يظن أنه قد مشى فراسخ كثيرة وهو من مكانه لم يبرح.
ويلك تقوم وتقعد في صلاتك، وتجوع وتعطش في صومك بلا ذرة من الإخلاص والتوحيد، فماذا ينفعك؟! ما يقع بيدك غير التعب. تصلي وتصوم وعين قلبك إلى ما في بيوت الناس وجيوبهم وأطباقهم! وتنتظرهم حتى يهدوا لك وتريهم (156/ب] عبادتك وتعلمه/ بصومك/ ومجاهدتك! يا مشركا بالخلق ما أنت على شيء، ارجع عن شركك. يا منافقا، يا مرائيا، يا مدبرا عن صف الصديقين الروحانيين الربانيين، أما تعلم أني محككم وكيركم وشحنة عليكم، أطالبكم بدعاويكم، عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم أنه قال: "لو أخذ الناس بدعاويهم لادعى القوم دماء قوم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر"(277). ما أكثر قولك، وما أقل فعلك، اعكس تصب. من عرف الله عز وجل كل لسانه، ونطق قلبه، وصفا سره، وارتفعت عنده درجته، واستأنس به واستراح إليه، واستغنى (27) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأقضية، باب اليمين على المدعي عليه،، 1711 بلفظ "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم لكن اليمين على المدعى عليه: كما ذكره الشوكاني في نيل الأوطار، باب استحلاف المدعى عليه في الأموال والدماء و غرهاه305/4
Page 170