============================================================
جاس يا غلام: لا تهرب من البلاء والصبر عليه، لا بد منه ومن الصبر عليه، كيف تتغير جبلة الدنيا وما خلق عليها لأجلك، مايزال الأنبياء الذين هم خير الخلق (1/145] مبتلين، وهكذا أتباعهم المقتدون بهم والماشون في جادتهم والمقتفون آثارهم. نبينا محمد صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم كان محبوب الله عز وجل، الموجود من أجله كل شيء، ما زال يبتلى بالفقر والفاقة والجوع والقتال والحروب وأذية الخلق حتى مات. وعيسى عليه السلام روح الله وكلمته، الذي خلقه من غير ذكر، ويبريء الأكمه والأبرص، ويحيي الموق، وهو مستجاب الدعوة سلط عليه قومه يسونه، ويقذفون أمه، ويضربونه. وفي آخر الأمر هرب منهم هو والحواريون، ثم ظفروا بهم، وأخذوهم وضربوهم وعذبوهم، وقصدوا صلب عيسى عليه السلام / (135/ب] فنجاه الله تعالى منهم، وصلب الذي دل عليه. وهكذا كان موسى عليه السلام مبتلى بتلك الأهوال التي جرت عليه، وكل واحد من الأنبياء عليهم السلام كان له بلاء يخصه. هذا فعله مع الأنبياء والرسل الذين هم أحبابه فمن أنت حتى تريد تغيير علم الله عز وجل فيك وفي الدنيا؟. إزهد في إرادتك واختيارك ازهد في حديثك مع نفسك وهواك ودنياك. ازهد في حديثك للخلق والأنس بهم، فإذا تم جعلها عنده تريد ما يريد، يصير ما سواه عندك [مقوت] [1/132) يصير من الروحانيين الواصلين يزهد في البلاد والعباد، فتندفع الآفات والبلايا عن الخلق به، يأخذ ما آتاه ربك عز وجل، هذا هو العطاء الحقيقي وما سواه جاز.
Page 149