ﷺ على وجه الانفراد مثل أن يقول: اللهم ﷺ على عمر أو على؟ وتنازع العلماء في ذلك: فمذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة أنه لايصلي على غير النبي ﷺ منفردًا كما روى ابن عباس أنه قال: لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي ﷺ وذهب أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك لأن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال لعمر: صلى الله عليك. وهذا القول أصح وأولى ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه مضاهاة للنبي ﷺ: بحيث يجعل شعارًا مقرونًا باسمه فهذا هو البدعة والله أعلم. انتهى.
ونقل «السفاريني» عنه أنه قال ما نصه: الكل مقر بأن «معاوية» ليس كفئًا لعلى كرم الله وجهه في الخلافة، ولا يجوز أن يكون معاوية خليفة مع إمكان استخلاف على ﵁ لسابقته وعلمه ودينه وشجاعته وسائر فضائله فإنها كانت معروفة عندهم كإخوانه أبي بكر وعمر وعثمان ﵃ ولم يكن بقي من أهل الشورى غيره وغير سعد لكن «سعدًا» قد ترك هذا الأمر وكان قد انحصر في على وفي عثمان رضي الله تعالى عنهما. فلما توفي عثمان لم يبق لها معين إلا على ﵁. وإنما وقع ما وقع من الشر بسبب قتل عثمان ﵁ ومعاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليًا، ولم يقاتله على ﵁ على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة ولا كانوا يرون أنه يبدأ عليًا بقتال بل لما رأى أن لهؤلاء شوكة وهم خارجون عن طاعته رأى أن يقاتلهم حتى يردوا إلى الواجب وهم رأوا أن عثمان ﵁ قتل مظلومًا باتفاق وقتلته في عسكر علي ﵁ وهم غالبون لهم شوكة وعلى كرم الله تعالى وجهه لم يمكنه دفعهم كما لم يمكنه الدفع عن
1 / 79