Jadid Fi Hikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
أو بالطبع ، كالواحد والاثنين ، أو بالمرتبة كالصف الأول والثاني ، أو بالشرف | كالمعلم والمتعلم ( منه ) ، وكذلك المنع . والفرق بين التقدم بالذات والتقدم | بالطبع ، أن الذي بالذات يجب من وجود ( لوحة 270 ) المتقدم وجود المتأخر ، | والذي بالطبع يلزم من عدم المتقدم عدم المتأخر ، ولا يلزم من وجوده وجوده ، بل | ربما لزم مع وجوده ، لا منه ، كتقدم صورة الكرسي عليه . والذي بالمرتبة | | فمنه رتبي طبيعي ، وهو كل ترتيب في سلاسل بحسب طبائعها ، لا بحسب | الأوضاع ، كالموصوفات والصفات ، والعلل والمعلولات ، والأجناس والأنواع .
ومنه رتبي وضعي ، كالإمام والمأموم . ومن خاصية ما بالمرتبة أن ينقلب | متأخره متقدما ، لا في نفسه ، بل بحسب أخذ الآخذ .
والتقدم الحقيقي من هذا ، هو ما بالذات وما بالطبع ، وكلاهما اشتركا في تقدم | ذات شيء على ذات الآخر .
والتقدم الزماني ، وان كان أشهر ، فانه يرجع اليهما ، اذ التقدم والتاخر في | الأب والابن بالقصد الأول ، انما هو لزماني الشخصين .
واما لذاتيهما فبالقصد الثاني . وتقدم الزمان على الزمان ليس بالزمان ، اذ | لا زمان للزمان ، بل هو تقدم بالطبع كما سيأتي .
والرتبي الوضعي يرجع إلى الزماني أيضا ، وله مدخل فيه ، فانا إذا قلنا : بلد | كذا متقدم على بلد كذا ، معناه : أن زمان الوصول إلى ما أخذ متقدما قبل زمان | الوصول إلى ما اخذ متأخرا .
والرتبي الطبيعي هو أيضا يتعلق بالزمان ، فإنه إذا وقع الابتداء من أحد | الطرفين ، فليس ذلك الابتداء مكانيا ، بل انما هو بحسب شروع زماني .
والذي بالشرف فمجازي ، فان الفضيلة لو لم تكن سببا لتقدمه في المجلس أو | في الشروع في الأمور ، لما سمى متقدما ، فهو بالذات تقدم مكان أو زماني . | والمكان يرجع إلى الزمان - كما سبق - والزمان يرجع إلى التقدم بالطبع .
فالذي بالزمان وبالمرتبة وبالشرف ، كله يرجع إليه ، فلا تقدم وتأخر بالحقيقة | الا الذي بالذات أو الطبع ، ويعمهما كون الشيء الذي يقال له متأخر محتاجا في | تحققه إلى الذي يقال له متقدم ، ويسمى ذلك التقدم والتأخر ، بحسب | استحقاق الوجود .
Page 239