50

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وربما كان المتقابلان مشهورين بحسب رأيين أو غرضين ، ولا يلزم الجدلي | أن يستعمل الحجج التي تنتج حقيقة ، بل قد يستعمل ما ينتج بحسب الشهرة ، | أو تسليم الخصم ، وإن كان عقيما في نفس الأمر .

وفوائد الحجج الجدلية : إلزام المبطلين ، والذب عن الأوضاع ، فيقابل | فاسد بفاسد لئلا يشرع مع كل مهارش في أسلوب التحقيق ، وإقناع أهل | التحصيل من العوام والمتعلمين القاصرين عن البرهانيات ، أو غير الواصلين | إلى موضعه بعد .

وربما لاح من المجادلة على طرفي النقيض بين الخصمين برهان أحدهما | ويحصل منه رياضة الخاطر وغير ذلك .

وأما الخطابة فإنها صناعة علمية ، يمكن معها إقناع الجمهور ، فيما يراد | تصديقهم به ، بقدر الإمكان . ومبادئها ثلاثة :

المقبولات ممن يوثق بصدقه أو يظن صادقا . والمشهورات في مبادئ | الرأي ، وهي التي تذعن لها النفس في أول اطلاعها عليها ، فإن رجعت إلى ذاتها | عاد ذلك الإذعان ، ظنا أو تكذيبا ، مثل : انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فإنه عند | التأمل يظهر أن الظالم ينبغي ألا ينصر ، وإن كان أخا .

والمظنونات : وهي التي تميل إليها النفس مع شعورها بإمكان مقابلتها ، | فهي وإن كان المحتج يستعملها جزما فإنه إنما يتبع فيها مع نفسه غالب الظن .

وهي كما يقال : فلان يتكلم مع الأعداء جهارا ، فهو متهم ، وربما يكون | مقابله مظنونا باعتبار آخر ، كما يقال ذلك بعينه في نفي التهمة عنه .

والحجج المستعملة فيها هي ما يظن منتجا ( سواء ) كان منتجا في نفس | الأمر ، أو لم يكن .

Page 198