427

Al-Jadīd fī al-ḥikma

الجديد في الحكمة

Editor

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وبالحركة التي هي أبطأ تميل الأجرام النيرة إلى جانبي الجنوب | | والشمال ، ولولا هذا الميل لتشابهت فصول السنة في الحر والبرد | دائما ، في جميع المواضع من الأرض .

وما من كوكب من الكواكب إلا ولله تعالى حكم كبيرة ، في خلقه ، ثم | في مقداره وشكله ولونه ووضعه من غيره . وقس ذلك بأعضاء بدنك ، | إذ ما من جزء إلا وفيه حكمة بل حكم كثيرة .

وأمر السماء أعظم ، بل لا نسبة لعالم الأرض إلى عالم السماء ، لا | في كبر جسمه ولا في كثرة معانيه . وعجائب السموات والأرض يطول | الكلام في استقصاء ما نعرفه منها ، فكيف ما لا نعرفه ؟ ! . هذا مع أن | القدر الذي نعرفه منها هو من القلة والحقارة بالقياس إلى ما نجهله ، | بحيث لا نسبة لأحدهما إلى الآخر يعتد بها .

واعتبر في ذلك بنسبة بدنك إلى عالم العناصر ، ونسبة العنصريات | إلى الجرم المحيط بكل الأجرام ، ونسبة جرم الكل إلى نفس الكل ، | ونسبتها إلى عالم العقول ، لا سيما العقل الأول منها .

وانظر كيف نسبة ذلك أجمع إلى جناب ' الكبرياء ' ، أعني : القيوم | الواجب لذاته . وكل ما هو أدون من هذه فهو منطو في قهر الأعلى منه .

فالأجسام العنصرية منطوية في قهر الأجسام السمائية ، وجميع | الأجسام منطوية في قهر النفوس المنطوية في قهر العقول ، والجميع | منطو في قهر القيوم الواجب الوجود .

Page 592