305

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

Genres

Theology

ولا يصح وجود الشيء دون وجود مبدئه ، ويزول ذلك الاستعداد | والتهيؤ بحدوث تلك الصورة ، لزوال ما كان البدن معه محلا ، لامكان | | ذلك ، وهو الهيئة المخصوصة .

وبقي بعد ذلك محلا لامكان فساد الصورة المقارنة له ، وزوال | الارتباط الذي حصل للنفس به .

فليس البدن مع هيئته المخصوصة شرطا في وجود النفس ، من | حيث هي جوهر مجرد ، بل من حيث هي مبدأ صورة منوعة . فالنفس | إذ هي بسيطة فليست بمركبة من قوة قابلة للفساد ، مقارنة لقوة | النبات ، فإنهما لا يجتمعان في الذات إلا لأمرين مختلفين فيها .

والمراد بالقوة هو الاستعداد التام ، لا الامكان اللازم | ( للماهيات ) فإن ذلك ( لا ) يقتضي التركيب ، لكونه ليس أمرا | وجوديا ، كما عرفت .

ولو اقتضى ذلك لكان كل بسيط من الممكنات مركبا ، وإذ لا | قابل لها ، فقوة بطلانها لا تكون في غيرها ، فإذن قوة بطلانها لو | كانت مما تبطل لكان إما في ذاتها ، أو في شيء آخر ، لاستحالة قيامه | بذاته . وإذ ليس هو في أحد الأمرين ، وليست بباطلة البتة .

وكل ما يقبل الفساد ، ولا حامل له ففيه شيء يقبل الفساد ، | ويجري منه مجرى مادة الجسم له ، وشيء يفسد بالفعل ، ويجري مجرى | صورة الجسم له ، فالنفس لو قبلت الفساد ، لكانت بهذه المثابة ، لكنها | مجردة ، فتكون مادتها أيضا مجردة ، فلو قبلت الفساد لعاد الكلام فيها .

Page 465