262

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وتظهر إحالتها في الانسان عند المضغ أولا ، ولهذا كانت الحنطة | الممضوغة تفعل في إنضاج الدماميل ، فوق ما تفعله المطبوخة في المعدة | ثانيا ، وهو أن يصير الغذاء كماء الكشك الثخين ، وهو الكيلوس ، ثم | في الكبد ثالثا ، وهو أن يصير بحيث تحصل منه الأخلاط الأربعة ، ثم في | العروق رابعا ، وهو صيرورته بحيث يصلح أن يكون جزءا من العضو . | | ومنها الدافعة للثقل ، ولهذا نجد الأمعاء عند التبرز ( لوحة 321 ) كأنها | تنتزع من موضعها ، بدفع ما فيها إلى أسفل ، وترى الأحشاء تتحرك إلى | أسفل ، وقد يتهيأ الفضل لقبول فعلها فيه بقوة أخرى ، لعلها الهاضمة | أيضا ، كتلطيف الغيظ وتكثيف الرقيق ، وأمثال ذلك . وأثر الغاذية | الاحالة والتشبيه والالصاق .

القوة الثانية النامية ، وهي قوة توجب الزيادة في أجزاء المغتذي | على نسبة طبيعية محفوظة في الأقطار ، لتبلغ إلى تمام النشوء ، فبهذه | القيود خرجت الزيادات الصناعية ، وما هو كالورم والسمن .

وقد يوجد الأسمان مع سقوط القوة ، كما في حق الشيخ ، وقد | يوجد الهزال مع النمو ، كما في الصبي .

وقد تكون النامية هي الغاذية ، فإن كلتيهما تفعل تحصيل | الغذاء والصاقه وتشبيهه . فإن كانت هذه الأفعال على قدر ما يتحلل ، | فهو الاغتذاء وإن كان زائدا فهو النمو . إلا أنه في الابتداء يكون | قويا جدا ، والمادة مطيعة ، فيكون وافيا بإيراد المثل ، والزيادة ، ( و ) | بعد ذلك تضعف ، فلا تقوى إلا على إيراد المثل فقط .

القوة الثالثة المولدة ، وهي قوة تفيد تخليق البروز بطبيعة ، وأفادة | أجزائه هيئات تناسبها ، مما يصلح لمبدأية شخص آخر من نوعه ، أو من | جنسه .

Page 421