242

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

ولما وجدنا أنه إذا سامت القمر الشمس ، في إحدى النقطتين ، ووقع | | هناك كسوف ، ثم عادت الشمس بحركتها الخاصة بها ، إلى تلك النقطة | ووقع فيها كسوف آخر ، لم يكن الكسوف الثاني في ذلك الموضع من الفلك | بعينه ، بل كان في موضع آخر مائل عنه إلى جهة المغرب ، استدللنا بذلك | على أن فلكا آخر ينقل نقطتي الرأس والذنب ، إلى جهة المغرب ، ويسمى | ذلك فلك الجوزهر .

ثم القمر ، كلما قرب من تربيع الشمس ، وكان سريع السير ، | فإن ازدياد سرعته تكون أشد من ازديادها في موضع آخر ، وهو دليل على | أنه إذا قرب من التربيع ، كان أقرب من الأرض ، مما إذا كان في | موضع آخر . وذلك يدل على أن فلك تدويره يتحرك على محيط فلك | خارج المركز ، ليقرب من الأرض تارة ، ويبعد أخرى . وقد استدل على | وجود فلك آخر ، يحرك بعده إلا بعد ، بسبب موافاته ، كل واحد من | الأوج والحضيض ، في كل دورة مرتين . وكل ذلك على تقدير عدم | الاختلاف في الحركة البسيطة وعدم انخراق الفلك .

واختلاف هيئات تشكل النور في القمر ، بسبب اختلاف أوضاعه | من الشمس ، دل على أنه لا نور في نفسه ، وإنما نوره من الشمس .

فإذا قاربها كان وجهه المظلم مواجها لنا ، فلا يرى مضيئا . وإذا | مال بحيث ينحرف وجهه المضيء إلينا ، نرى هلالا ، وإذا صار البعد | بينه وبين الشمس بمقدار ربع دائرة ، نرى نصفه مضيئا .

Page 399