219

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وإن كانا نقيين ، وكان في الكبريت قوة صباغة ، لكن قبل | الأرضية فيه ، وقلة المائية والدهنية ، كالمرقشينيا والطلق . وما يتطرق | استكمال النضج وصل إليه برد عاقد ، تولد الخارصيني .

وإن كان الزئبق نقيا ، والكبريت رديئا ، فإن كان في الكبريت قوة | احراقية تولد النحاس . وإن كان الزئبق غير جيد المخالطة للكبريت ، | تولد الرصاص الأبيض .

وإن كان الزئبق ( لوحة 309 ) والكبريت رديئين ، فإن كان | الزئبق متخلخلا أرضيا ، وكان الكبريت مع رداءته محرقا تولد الحديد .

وإن كانا مع رداءتهما ضعيفي التركيب ، تولد الرصاص الأسود ، | وهو الأسرب ، وما يذوب من المعادن ولا يتطرق كالزجاج ، فلغلبة مائية | وقلة دهنية وأرضية . وما لا يذوب ولا يتطرق ، ويصعب تحليله ، فلغلبة | الأرضية فيه ، وقلة المائية والدهنية ، كالمرقشينا والطلق ، وما يتطرق | ويذوب ، فللدهنية المحفوظة ، الغير التامة الانعقاد ، والمائية الخائرة ، | وما يشتعل فيه النار ، ففيه غلبة هوائية أو نارية . وكل ما ينعقد | بالحر ، يذيبه البرد كالملح ، وما ينعقد بالبرد يذيبه الحر كالشمع .

والحجارة تتكون من طين تطبخه الحرارة ، وإذا غلب الدخان على | البخار يولد جواهر غير متطرقة ولا ذائبة بالنار وحدها ، مثل النوشادر | والملح ، ولهذا قد يتخذ النوشادر من سخام الأتون بالتصعيد ، والملح | من الكلس والرماد ، بأن يطبخ في الماء ، ويصفى ، ويطبخ حتى ينعقد | ملحا .

والنوشادر يقرب تكونه من الملح ، إلا أن النار فيه أكثر ، ولذلك | لا يبقى عند التصعيد شيء منه أسفل . وتفصيل هذا يستدعي تطويلا ، | ويكتسب منه صناعات كثيرة . |

Page 376