200

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وقد بين بعض فضلاء علم الهيئة ، أن منتهى الأبخرة الغليظة القابلة | للضوء ومهب الرياح وارتفاع الغيوم وانعكاس الأشعة من الأرض ، يكون ارتفاعه | عن سطح الأرض واحد وخمسين ميلا ، وخمس عشرة دقيقة تقريبا ، | وسنعرف مقدار الميل .

وهذه الكرة تسمى كرة البخار . وهذه الأربع هي اسطقسات المركبات | لأنا إذا وضعنا المركب في القرع والأنبيق حصل منه جوهر أرضي ومائي | وهوائي . والماء والأرض إذا اختلطا ، فلا بد من حرارة طابخة لهما . والجوهر | الطابخ هو النار .

وفائدة الرطب واليابس أن يتجمد الرطب باليابس ، فيحصل للمركب | بواسطة الرطب قبول الأشكال ، وبواسطة اليابس حفظها . وفائدة الحار | الانضاج ، وفائدة البارد التكاثف الحافظ للهيئة والتركيب ، وكأن النار | المجاورة للفلك متحركة بحركته . ويؤكد ذلك حركة الشهب ، وذوات الأذناب | على موافقة الفلك ، كما ستعلم .

وكرة الهواء ليست صحيحة الاستدارة تقعيرا لمماسة الماء والأرض ، | فتدخل في الوهاد والأغوار ، وتدخل في الجبال وغيرها من المرتفعات . ومجموع | الماء والأرض قريب إلى الاستدارة ، وإن لم تكن استدارته حقيقية ، ولو لم | يكن ( ذلك ) كذلك ، لكانت إما مستقيمة من المشرق إلى المغرب ، أو | مقعرة أو محدبة .

والأول باطل ، وإلا لكان طلوع الكواكب على جميع البلدان الموضوعة | على ذلك السطح ( و ) غروبها عنها في زمان واحد ، فما كانت تختلف أوقات | الخسوفات في شيء من البلدان . والثاني أيضا باطل ، وإلا لكان طلوعها على | البلدان الغربية قبل الشرقية . فهي إذن محدبة من المشرق إلى المغرب ، وكذا | من الشمال إلى الجنوب . |

Page 355