174

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وأما في الأعيان فللسرعة والبطء حدان لا يمكن الزيادة عليهما في | نفس الأمر ، وكل حركة طبيعية ، فهي هرب بالطبع هن الحال ، ولا شك | أنها حال غير ملائمة .

ولا بد وأن يكون ذلك على أقرب الطرق ، فيكون على خط | مستقيم ، لأنه إن لم يكن كذلك ، كان الجسم في قصده إلى مكانه الطبيعي | عادلا عنه ، من حيث هو طالب له ، فلا يكون القصد إليه ، إذن فكل حركة | ليست مستقيمة ، فليست بطبيعية .

والحركة المستديرة التي لا تكون عن قسر ، فليست عن الطبيعة . | ويدل على ذلك أيضا ، أنه قد ثبت أن كل حركة بالطبيعة فإنها لهرب | الطبيعة عن حالة غير طبيعية . والطبيعة قد بين أنه إنما نعني بها | ما لا تفعل بالاختيار ، بل إنما تفعل بالتسخير ، فلا تتقنن حركاتها | وأفاعيلها ، فلا تقتضي الكون في وضع والهرب عنه معا ، فلو فرضنا | الحركة الوضعية بالطبيعة ، لكان سببها الهرب عن الوضع غير الطبيعي | والمهروب عنه غير مطلوب . فإنه لو كان مطلوبا ، لما كان مهروبا عنه . | لكن الحركة المستديرة متوجهة إلى حيث كان منه الهرب ، فهي إذن عن | اختيار وارادة .

Page 328