تلك المقاطع كانت دفقات من غيث الحب؛ أحيتك، أما هي فغصت بها ... يا ويح النشيد! وصل فيضه بإعجاز مشيك هنالك: ودع الوادي مجنونا بك، مسك، استخفك، أترفك حتى هزأت بمرارة تربتنا وأنكرت أهلها.
زينة (بعد مهلة، في هدوء) :
فتلفت طفلة تنشدك روحها، وجسمها بكوخها مسمر. وقف الإنشاد، فإذا الوحشة حولك تفرش عبوسها. ضللت الطريق، خفيت المعالم على وجدانك لما طوقته بالقسوة، لما نسيتها. (مهلة)
ها أنت ذا فوضت عذابك إلى يديك ... ويلي على يد طاهرة أذنبت!
فدا :
ولكن ... (يعجزه التعبير. يمعن التفكر ) .
زينة :
يد طاهرة.
فدا :
طائشة ... أجل، تسرعت في العصيان على حكم الحضيض. من راح يطلب طعم السماء فعليه أن يتزود بمذاق الأرض ... الأرض، هذه الحقيقة المعمورة بالشوك، خلق ليرهف الوجدان ساعة يستبين المعالم. (فدا جد مضطرب يدنو من الكوخ ويلمس ستاره في حنان) .
Unknown page