وفي أول يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين، مات الإمام العلامة شمس الدين محمد بن حسان القدسي، شيخ خانقاة سعيد السعداء، وكان فاضلا ومفننا، يعرف غالب الفنون، التي يقرئ فيها أهل الزمان؛ من الفقه، والحديث، والعربية من: النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والمنطق، والأصول الفقهية، والدينية، وكان ملازما لإقراء الطلبة، كثير النفع لهم بالعلم، والتواضع، ولين الجانب، وكثر تأسف الناس عليه، وحضر جنازته، من القضاة، والطلبة، وغيرهم، جمع كثير، وصلى عليه قاضي الشفاعية الشرف يحيى المناوي بباب النصر، وشيعه إلى تربة سعيد السعداء ماشيا، في خلق كثير، وقرأ على قبره، بعد الدفن سورة الأنعام جمع من الطلبة، وعظم الثناء عليه، والتوجع لفقده، رحمه الله. وأعطي أخوه محب الدين محمد، ما كان بيده من الجوالي، وهو ثلاثون درهما مصرية، تكون مقدار درهم وربع من الفضة، وقراءة الحديث بالمؤيدية، وأخذ عنه تدريس الحديث بقبة المدرسة البيبرسية الشيخ زين الدين قاسم الحنفي، ومشيخة الصوفية بالخانقاة الصلاحية سعيد السعداء، الشيخ خالد الريفي بواسطة ناظر المكان الشرف الأنصاري.
Page 99