Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Genres
وهو أول ملوك هذه الدولة وكانت مملكة الروم في عهده ضعيفة؛ لأنه كان قاصرا وكان الحل والعقد في يد وزيره رومين، وفي مدته صدرت أوامر لجميع الولايات الرومانية باتباع الديانة العيسوية، وأمر بغلق الهياكل والمعابد ولا سيما هياكل مصر، ومات بعد أن حكم 13 سنة وذلك سنة 408م.
جوستسيانوس الثاني
وكان أول أمره حميد السيرة موصوفا بالعدل، ثم ظلم وجار على الرعية وانكب على الملاهي، وترك الحكم لامرأته «صوفية» التي أحبت شابا يسمى «طيباريوس» متصفا بالذكاء والآراء السديدة، فكانت تستشيره في جميع أمورها، فحملت زوجها بأن يوصي له بالقيصرية، قاصدة بذلك أن يتزوج بها، وأرسل إليه ملك التتار الهبارة سفير العقد معاهدة، فرفض «جوستسيانوس» هذا الطلب وأظهر التعاظم والكبرياء، ثم اتفق بعد ذلك مع ملك التركمان وتحالف معه على حرب «كسرى أنوشروان» ملك الفرس؛ بسبب منازعتهما على بلاد أرمينيا، فقامت الحروب بين «جوستسيانوس» وأنوشروان، واستمر القتال بين الدولتين إلى موت الملكين، فانقطعت الحروب بموتهما بعد أن حكم 13 سنة، وقام بالأمر بعده «طيباريوس الثاني».
طيباريوس الثاني
عند جلوسه على كرسي المملكة تحارب مع «هرمز بن أنوشروان»، وكان أرسل لقتاله قائدا من قواده يدعى «موريس» مع ثمانين ألف فارس، فحارب العجم وانتصر عليهم أكثر من ثلاث مرات، فكافأ الملك هذا القائد وزوجه ابنته، وتعهد بأن يكون هو الملك بعده، وعند موت هذا الملك المذكور تولى «موريس» على الملك.
موريس
وفي أيامه حدثت فتنة في بلاد العجم جبرت «هرمز بن أنوشروان» أن يفر من بلاده إلى «موريس» ليغيثه، فقابله المذكور بالترحاب، وأمده بجيوشه، وأعاده ملكا على بلاد العجم تحت اسم خسرو برويز، ثم حول جيوشه إلى محاربة التتار الهبارة الذين كانوا قد أتوا من آسيا إلى بلاد المجر وسكنوا فيها، فانتصر عليهم عدة نصرات عظيمة، وكان ملك التتار أسر في هذه الواقعات عشرة آلاف فارس، فطلب منه ملك التتار فداء كل واحد منهم دينارا فلم يقبل، ثم طلب منه على كل رأس نصف دينار فأبى أن يعطيه شيئا، فاغتاظ ملك التتار وذبح جميع أسراء الروم، فلما اشتهر هذا الأمر نفرت قلوب الرعية منه ورفعوا لواء العصيان عليه، وولوا بدله رجلا من رعاع الجند يدعى «فوكاس»، فبايعوه بالسلطنة سنة 602م، وكان «موريس» وقتئذ بالقسطنطينية، فلما بلغه الخبر فر هاربا مع عائلته، فأرسل «فوكاس» مجدا في طلبه، فقبضوا عليه، وأمر بضرب أعناق أولاده ثم قتله.
فوكاس
ولما حكم فوكاس أمر عماله الموجودين بمصر برفت جنس المصريين من الوظائف الميرية، فحدث من ذلك اضطراب وفتنة في الإسكندرية، وكان أكثر أهل هذه الفتنة طائفة اليهود، فحكم عليهم هذا الملك بأن يتنصروا فأطاعوه.
وأما خسرو الثاني ملك الفرس الذي هو أبرويز فعند سماعه بقتل موريس الذي أعاده إلى ملك أبيه أظهر الحزن والأسف، وانتهز الفرصة لفتح باب الحرب مع الروم متخذا ذلك حجة وسببا للانتقام من فوكاس، فأخذ جملة حصون وقلاع، واتصلت إغاراته إلى بلاد سوريا، وكان فوكاس قد جرد له جيشا، فانهزم هو وجيشه وتفرق شمله، وكانت أمة الروم قد صممت على خلعه من أعماله القبيحة، فكتبت إلى هيراقليوس أو هرقل والي أفريقا أن يحضر ليخلص القسطنطينية من يد فوكاس، فسار هيراقليوس بجيش مهول إلى القسطنطينية، فقبض الشعب على فوكاس، فأمر بضرب عنقه وعنق إخوته، وبايعوا هيراقليوس سنة 610 وعمره 35 سنة.
Unknown page