إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
Publisher
دار الإيمان
Edition Number
-
Publisher Location
القاهرة
Genres
تسلسل المنهجية: وكذلك كان من بعدهم عنهم فقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: «قرأت على أمير المؤمنين علي ﵁ القران كثيرا، وأمسكت عليه المصحف فقرأ علي، وأقرأت الحسن والحسين حتى قرا عليّ القران، وكانا يدرسان على أمير المؤمنين علي ﵁ فربما أخذ على الحرف بعد الحرف» «١» .
المطلب الثاني: تعليمه ﷺ أماكن القراءة:
مكان القراءة الأساس هو المسجد فهو المقر الرئيس للجامعة النبوية القرانية، فعن عقبة بن عامر الجهنيّ ﵁ قال: خرج علينا رسول الله ﷺ يوما ونحن في الصّفّة، فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأتي كلّ يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما في غير إثم ولا قطع رحم؟ قال: قلنا: كلّنا يا رسول الله يحبّ ذلك قال: فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلّم ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهنّ من الإبل» «٢» .
وكان يحثهم على لزوم المسجد لذلك حثا شديدا:
فعن أبي هريرة ﵁ عن النّبيّ ﷺ قال: «ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله ﷿ يقرؤن ويتعلّمون كتاب الله ﷿ يتدارسونه بينهم إلا حفّت بهم الملائكة، وغشيتهم الرّحمة، وذكرهم الله فيمن عنده ...» «٣»، وكان ﷺ يعلمهم أن ذلك جزء من وظيفة المسجد: فقد قال ﷺ لهم معلما: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله ﷿ والصلاة،
(١) كتاب السبعة في القراات (ص ٦٨) . (٢) مسلم (١/ ٥٥٢)، مرجع سابق. (٣) مسلم (٤/ ٢٠٧٤)، مرجع سابق.
1 / 87