لايعلمون لجهلهم ، وفرط غباوتهم ، أن نفي النفي يقتضي الإثبات عند أهل اللسان .
ألا ترى أنهم إن أرادوا أن يحققوا الإثبات قالوا: (( لا غير )) ، فيقولون: (( هو الرأي لا غير ، وهو زيد لاغير )) . فيجمعون بين النفيين لتحقيق الإثبات .
فإذا قالوا: موجود . فقد حققوا أنه موجود .
وإذا قالوا: لا موجود . فقد نفوا ما أثبتوا ، ونقضوا ما قالوا ، وليس ذلك مما يخفى .
لكن غرضهم في ذلك: هو التوصل الى التعطيل ، ونفي الصانع .
ويقولون: (( إن النبي محمدا صلى الله عليه إنما كان له التأييد ، دون ما سواه من الوحي والإرسال ، ونزول جبريل عليه السلام )) ، ويشيرون بالتأييد الى المزية التي تحصل لكل من تقدم في صناعة وبرع فيها ، من شاعر ، أو طبيب ، أو فقيه ، أومتكلم ، أومنجم .
ويسمون الشرائع: نواميس . ويتوصلون إلى جحدها وإبطالها ، بإدعاء: أن لكل شيء منها باطنا ، إذا عرف سقط وجوب العمل به .
وينكرون البعث والنشور ، ويقولون: معنى القيامة ، هو قيام محمد (¬1) بن إسماعيل بن جعفر وخروجه .
Page 53