Ithbat Nubuwwa
إثبات نبوة النبي
Genres
قيل له: إن المعتاد من أمر الرؤيا وصحتها ، معلوم أنه إلى أي حد يكون ، وإن كان صحيح الرؤيا قد تعرض له أضغاث الأحلام . والتعبير أيضا قد يقع فيه الخطأ كما يقع الصواب ، ولا يستمر الأمر فيه هذا الاستمرار ، وهو يوجب غالب الظن دون العلم المقطوع به ، فإذا كان الله عز وجل خص نبينا صلى الله عليه وآله وسلم من الرؤيا بما أبانه من سائر الخلق ، وبما هو ناقض للعادة ، فهو أيضا معجز دال على صحة نبوته .
فإن سألوا عن الفرق بينه صلى الله عليه وآله وسلم وبين الكاهن ، والذي ينظر في الكف ؟!
فالجواب عنه: أن الكهان لا يمكنهم الخبر عن تفاصيل الأمور على الاستمرار على وجه يكون صدقا ، وهذا معروف من أحوالهم ، لأنهم يقولون بأمور تعرض لهم ، وبأمارات تظهر لهم ، وإن أصاب الواحد منهم ، ففي شيء على سبيل الاتفاق ، ويخطئون في أشياء يظهر فيها كذبهم .
Page 252