149

Ithbat Nubuwwa

Genres

============================================================

127 المقالة الرايعة وان الدي يعدم عقله فيها لا يأمن على بدنه من ان تسقطه المهالك فلا يشعر حتى يتوسطها ولا على ماله فان ماله يحجر عليه ويمنع التصرفي فيه الا ان تزول ه العلة ويرجع اليه عقله ، كذلك الرسالة منزلتها هذه المنزلة لأن لا يكون للمنكر لها عصمة في دمه وماله والمقر بها معصوم الدم والمال وهكذا من جهة الطبع فان المريض مرجو ما لم يعدم عقله فإذا اعدم عقله كان عدمه من العلامات الردية الي بها حتف البدن فإذا النبوعة ثابتة من جهة العقل ، ولا كانت النبوءة حليفة العقل في العالم الجسماني كانت دعوى الانبياء ودعوتهم الخلق الى كلام الله المنزل عليهم لانهم علموا ان العقل قد ظهر من كلمة الله من غير واسطة فأضافوا النبوءة الرسالة الى كلام الخالق جل جلاله وصارت النبوءة علة ما بعدها من الوصاية والامامة الادلاء وحملة العلم كما صار العقل علة ما بعده فمن التالي والهيولى والصورة والتركيب ثبتت النبوءة من جهة العقل .

الفصل الرابع من المقالة الرابعة : * في اثيات النبوءة من جهة النفس" لما كانت النفس منقسمة الى ثلاث انفس : وهي النامية والحسية والناطقة، وان لكل نفس منها اشخاص تحل فيها : فان النامية منها تحل في اشخاص النبات الحيوان والناس : والحسية لا تنزل في النبات بل تحل في الحيوان والانسان ، والناطقة حل في الانسان دون الحيوان والنبات ، ثم وجدت الرسالة في اول امرها تشبه النامية انها تزداد في كل يوم اتباعا وانصارا ويعلو امرها ويفوق شأنها الى ان يظه شرفها وبهجتها كالنفس النامية اذا حلتت في شخص من الاشخاص سواء اكان نباتا او حيوانا فانها تنميه وتكثره الى ان يظهر جثة فيم به المقصود من المحلول فيه ثم لا بزال ذلك الشخص في اضمحلال ونقصان(1 الى ان يعفو اثره كذلك الشريعة اخصوصة بالرسالة اذا تمت وظهرت فلاتزال في انحلال وانتقاص الى ان يأني وقت نسخها بديلي غيرها وكذلك الرسالة فان افضلها واشرفها رسالة الاسلام التي اشيهت النفس الحية ايضا وذلك ان الاسلام بناءه على خمسة ابنية وهي الشهادة والصلاة والزكاة الصيام والحج كذلك الحسية قد أظهرت ذاتها من جهة البصر والسمع والشم والذوق المس فصارت هذه المشاعر الخمس مبادئ الافعال ومفاتيح العلوم وكذلك الأبنية

(1) سقطت في نسخةس.

Page 149