93

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

الفصل الحادى والعشرون فى ذكر فضائل الكعبة الشريفة شرفها الله تعالى

اعلم أن الله تعالى جعل البيت مثابة للناس وأمنا للخائفين، وأمر خليله (عليه السلام) بتطهيره للطائفين والعاكفين، وعرفه بإضافته إلى جلاله، وقال: وطهر بيتي (1).

كفى شرفا أنى مضاف إليكم

وأنى بكم أدعى وأرعى وأعرف

وقيل فى انجذاب القلوب وميل النفوس إلى هذا المكان الشريف أربعة معان:

الأول: أنه ورد أن الله تعالى أخذ الميثاق من بنى آدم ببطن نعمان- وهى عرفة- فاستخرجهم هنالك من صلب أبيهم آدم ونثرهم بين يديه كهيئة الذر، قوله تعالى:

من ظهورهم (2) أى: من ظهور بنى آدم على حسب التوالد قرنا بعد قرن كأمثال الذر، وركب فيهم من العقل ما يفهمون عن الله عز وجل، ولم يذكر ظهر آدم للعلم به.

قال مقاتل: أخرج أهل السعادة من جانب ظهره الأيمن وعكسه عكسه.

وقال القرطبى: خاطب الله الأرواح . ولفظ الذرية دليل على الأجساد.

وروى: أن الله تعالى أخرجهم جميعا وصورهم وجعل لهم عقولا يعلمون بها وألسنا ينطقون ثم كلمهم قبلا، أى: عيانا. ثم قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى.

فكتب الله إقرارهم فى الرق، وأشهد فيه بعضهم على بعض ثم ألقمة الحجر الأسود. ومن أجل ذلك شرع لموافيه أن يقول: اللهم إيمانا بك، ووفاء بعهدك.

وهذا ينزع إلى معنى «حب الوطن من الإيمان»؛ فإنه قد ثبت أن ذلك المكان الأول وطن له.

Page 120