الفصل السابع فى ذكر بناء الملائكة الكعبة- (عليهم السلام)- قبل آدم ومبدأ الطوفان وكيف كان
قال أهل التفسير: كان بناء الملائكة البيت الحرام قبل أن يخلق الله تعالى آدم (عليه السلام) بألفى عام.
وعن مجاهد، عن على بن الحسين بن على، قال: كنت مع أبى الحسين بن على رضى الله عنهما بمكة وهو يطوف بالبيت وأنا وراءه، إذ جاءه رجل شرحم من الرجال، يقول: طويل، فوضع يده على ظهر أبى، فالتفت أبى إليه، فقال الرجل: السلام عليك يا ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فرد (عليه السلام)، فقال الرجل:
يا ابن بنت رسول الله، إنى أريد أن أسألك، فسكت أبى، وأنا والرجل خلفه، حتى فرغ من أسبوعه، فدخل الحجر، فقام تحت الميزاب، فقمت أنا والرجل خلفه، فصلى ركعتى أسبوعه، ثم استوى قاعدا، فالتفت إلى، فقمت فجلست إلى جنبه. فقال: يا محمد، أين السائل؟ فأومأت إلى الرجل فجاء فجلس بين يدى أبى، فقال له أبى: عم تسأل؟ قال: أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت لم كان، وأنى كان، وكيف كان؟ قال له أبى: نعم. من أين أنت؟ قال: من أهل الشام، قال: أين مسكنك؟ قال: فى بيت المقدس، قال: فهل قرأت الكتابين، يعنى: التوراة والإنجيل؟ قال الرجل: نعم، قال أبى: يا أخا أهل الشام، احفظ ولا تروين عنى إلا حقا: أما بدأ الطواف بهذا البيت؛ فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة . فقالت الملائكة: أى رب، أخليفة من غيرنا ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون، أى رب اجعل ذلك الخليفة منا، فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتباغض ولا نتحاسد ولا نتباغى، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك، قال الله تعالى: إني أعلم ما لا تعلمون قال: فظنت الملائكة أن ما قالوا رد على
Page 76