بعينه رآه، رآه، حتى انقطع نفسه: يعنى نفس أحمد.
وقال سعيد بن جبير: لا أقول رآه ولا لم يره.
وقال أبو الحسن الأشعرى وجماعة من أصحابه: إنه رأى الله تعالى ببصره وعينى رأسه. وقال: كل آية أوتيها نبى من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقد أوتيها نبينا عليه الصلاة والسلام وخص من بينهم بتفضيل الرؤية.
وقيل: بات موسى مشتاقا إلى لقاء ربه فلما كانت ليلة معراج نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) فبكى، فلما رجع نبينا من سفر قاب قوسين رده فى الصلوات ليسعد برؤية من قد رآه.
وقيل بلسان الحال:
إن تشق عينى بهم فقد
سعدت عين رسولى وفزت بالنظر
وكلما جاءنى الرسول لهم
رددت شوقا لطرفه نظرى
تظهر فى طرفه محاسنهم
قد أثرت فيه أحسن الأثر
خذ مقلتى يا رسول الله عارية
فانظر بها واحتكم على بصرى
وقال أبو الحسن الثورى (قدس الله سره): شاهد الحق تعالى القلوب فلم ير قلبا أشوق إليه من قلب محمد (صلى الله عليه وسلم)، فأكرمه بالمعراج تعجيلا للرؤية والمكالمة.
وبعضهم روى أنه رأى نورا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبى ذر: لو رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لسألته قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأى ربه؟ فقال: إنى قد سألته، فقال: «رأيته نورا، أنى أراه» هكذا وقع فى رواية الإمام أحمد.
وأخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبى ذر، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل رأيت ربك؟ قال: «نور، أنى أراه».
Page 69