409

Ithārat al-targhīb waʾl-tashwīq ilā al-masājid al-thalātha waʾl-bayt al-ʿatīq - al-juzʾ 1

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

خارج عن شريعة الإسلام يستتاب؛ فإن تاب وإلا قتل.

وأما إذا دخلها الإنسان لحاجة وعرضت له الصلاة فيها؛ فللعلماء فيها ثلاثة أقوال فى مذهب أحمد وغيره.

قيل: تكره الصلاة فيها مطلقا، واختاره ابن عقيل، وهو منقول عن مالك.

وقيل: تباح مطلقا.

وقيل: إن كان فيها صور ينهى عن الصلاة وإلا فلا، وهذا منصوص عن أحمد وغيره، وهو مروى عن عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- وغيره؛ فإن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة» (1).

ولما فتح النبى (صلى الله عليه وسلم) مكة كان فى الكعبة تماثيل فلم يدخل الكعبة حتى محيت تلك الصور، والله أعلم.

فصل: وليس ببيت المقدس مكانا يسمى حرما ولا بتربة الخليل ولا بغير ذلك من البقاع إلا ثلاثة أماكن:

أحدها: هو حرم باتفاق المسلمين، وهو حرم مكة شرفها الله تعالى.

والثانى: حرم عند جمهور العلماء، وهو حرم النبى (صلى الله عليه وسلم) من عير إلى ثور، بريد فى بريد، فإن هذا حرم عند جمهور العلماء كمالك والشافعى وأحمد، وفيه أحاديث صحيحة مستفيضة عن النبى (صلى الله عليه وسلم)(صلى الله عليه وسلم).

والثالث: «وج»، وهو واد بالطائف؛ فإن هذا روى فيه أحاديث رواها أحمد فى المسند (2) وليست فى الصحاح، وهذا حرم عند الشافعى لاعتقاده صحة الحديث، وليس حرما عن أكثر الأماكن الثلاثة فليس حرما عند أحد من علماء المسلمين؛ فإن الحرم ما حرم الله صيده ونباته، ولم يحرم الله صيد مكان ونباته خارجا عن هذه الأماكن الثلاثة.

Page 439