357

Ithārat al-targhīb waʾl-tashwīq ilā al-masājid al-thalātha waʾl-bayt al-ʿatīq - al-juzʾ 1

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

وكان المنبر المعمول للنبى (صلى الله عليه وسلم) من طرفاء الغابة، عمله غلام لامرأة من الأنصار واسمه مينا، وقيل: إبراهيم.

وفى رواية: صنعه غلام عمه العباس- رضى الله عنه- واسمه الصباح، وقيل:

كلاب.

وقيل: إنما عمله تميم الدارى. رواه أبو داود فى سننه.

وقيل: عمله غلام لسعيد بن العاص واسمه باقول.

ونقل عن الواقدى عن ابن الزياد: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجلس على المجلس ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما ولى أبو بكر- رضى الله عنه- قام على الدرجة الثانية ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولى عثمان- رضى الله عنه- فعل كذلك ست سنين من خلافته، ثم علا فجلس فى موضع النبى (صلى الله عليه وسلم)، وقال: من يأتى بعدنا أين يجلس؟ رضى الله عنه (1). وكسى المنبر قبطية وهو أول من كساه، فسرقتها امرأة فأتى بها فقال لها: سرقت؟ قولى لا، فاعترفت فقطع يدها.

وكان طول منبر النبى (صلى الله عليه وسلم)- كما حكاه ابن النجار-: ذراعان فى السماء وثلاثة أصابع، وعرضه: ذراع راجح، وطول صدره وهو مستند النبى (صلى الله عليه وسلم): ذراع، وطول رمانتى المنبر اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس: شبر وأصبعان، وعرضه: ذراع فى ذراع، وتربيعه سواء، وعدد درجاته: ثلاث بالمقعد، وفيه خمسة أعواد من جوانبه الثلاثة، وهكذا كان فى حياته (صلى الله عليه وسلم) وفى خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم.

ثم لما حج معاوية كساه قبطية، والقبطية بضم القاف وقد تكسر مع سكون الباء الموحدة ثياب رقاق من مصر.

وكانت الخلفاء يرسلون فى كل سنة ثوبا من الحرير الأسود وله علم يكسى به المنبر، ولما كثرت الكسوة عندهم جعلوها ستورا على أبواب الحرم الشريف. هكذا حكاه ابن النجار.

Page 385