236

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

ما ذكرنا؛ لمتابعة النبى (صلى الله عليه وسلم). ثم يروح إلى عرفة ملبيا وينزل بها فى أى موضع شاء وأحب؛ ولكن يجتهد أن ينزل بقرب الجبل فإنه الأفضل عندنا (1).

وعند الشافعى: النزول بعرفة بوادى نمرة (2) أفضل؛ لما روى: أن النبى (صلى الله عليه وسلم) نزل نمرة وأمر بقبة من شعر. وروى: من أدم حمراء (3). ولنا أن عرنة ليست من الموقف، والجبل وحواليه من الموقف وأنه موضع أداء القربات والطاعات ومجمع العباد والرجال؛ فكان النزول به أولى، ونزول النبى (صلى الله عليه وسلم) فى تلك السنة بعرنة كان بحكم الاتفاق؛ لأنه كان قاصدا به.

فإذا زالت الشمس اغتسل إن أمكنه اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ووقف عند الصخرات السود الكبار المفترشة؛ وهو موضع وقوف النبى (صلى الله عليه وسلم) وموقف آدم (عليه السلام) والأنبياء من بعده (عليهم السلام) (4).

ويقف هنالك إلى أن تغرب الشمس باكيا خاشعا خائفا ملبيا مكبرا مهللا مصليا على النبى (صلى الله عليه وسلم) داعيا لنفسه ولجميع المسلمين، وأفضل الدعاء المروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى هذا اليوم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير» (5).

وجاء فى فضيلة هذا الدعاء يوم عرفة بأسانيد صحيحة متصلة إلى النبى (صلى الله عليه وسلم).

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ليس فى الوقفة بعرفة قول ولا عمل أفضل من هذا الدعاء، فأول من ينظر الله إليه صاحب هذا الدعاء».

وقال بعض أصحابنا وأكثر العلماء رحمهم الله: ينبغى أن يكون أكثر دعاء الحاج بعرفة يوم عرفة الدعاء الذى رواه على رضى الله عنه عن النبى (عليه السلام)

Page 263