175

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

لكل قوم قبلة يتوجهوا

وقبلة الأحباب فرد واحد

ففى كل شىء له آية

تدل على أنه واحد

ونقل عن أبى يزيد البسطامى (1)- (رحمه الله)- أنه قال: حججت ثلاث حجج؛ ففى الحجة الأولى: رأيت البيت ولم أر رب البيت. وفى الثانية: رأيت البيت ورب البيت، وفى الثالثة: رأيت رب البيت ولم أر البيت (2).

وقال الشيخ أبو الحسن الخرقانى (قدس الله سره): من زار مكة فليكن له ثلاث خلال: أولها: أن لا يقول فى البادية ليتها كانت كذا وكذا. والثانى: إذا مشى لا يمشى إلا فى بادية الوحدانية. والثالث: أن لا يرى الكعبة بل يرى ربها.

وقال على بن الموفق: طفت بالبيت وصليت ركعتين فى الحجر واستندت إلى جدار الكعبة أبكى وأقول: كم أحضر هذا البيت الشريف ولا أزداد فى نفسى خيرا، فبينا أنا بين النائم واليقظان إذ هتف بى هاتف: يا على سمعنا مقالتك، أو تدعو أنت إلى بيتك من لا تحبه! (3).

وقال الأوزاعى: رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: يا رب إنى فقير كما ترى، وصبيتى قد عروا كما ترى، وناقتى قد عجفت كما ترى، وبردتى قد بليت كما ترى، فما ترى مما يرى يا من يرى ولا يرى؟ وإذا بصوت من خلفه: يا عاصم الحق عمك قد هلك بالطائف وخلف لك ألف نعجة وثلثمائة ناقة وأربعمائة دينار وأربعة أعبد وثلاثة أسياف يمانية، فامض وخذها فليس له وارث غيرك، قال الأوزاعى: فقلت له: يا عاصم إن الذى دعوته لقد كان قريبا. فقال:

Page 202