255

Ittiḥāf al-wará fī akhbār Umm al-Qurā

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Genres

فجاءوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: يا محمد أخبرنا- فسألوه عما أمروهم به- فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أخبركم بما سألتم عنه غدا- ولم يستثن- فانصرفوا عنه. فمكث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه فى ذلك وحيا، ولم يأته جبريل حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة قد أصبحنا لا يخبرنا بشىء مما سألناه عنه، حتى أحزن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكث الوحى عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة.

ثم جاءه جبريل من عند الله عز وجل بسورة أصحاب (1) الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه فى أمر الفتية، والرجل الطواف، والروح.

يقول الله تعالى ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (2)

ويقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) افتتح السورة فقال الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب يعنى محمدا؛ إنك رسول منى تحقيقا لما سألوه من نبوته ولم يجعل له عوجا* قيما أى معتدلا لا اختلاف فيه لينذر بأسا شديدا من لدنه (3) أى عاجل عقوبته فى الدنيا وعذابا فى الآخرة؛ أى من عند ربك الذى بعثك رسولا.

Page 257