248

Ittiḥāf al-wará fī akhbār Umm al-Qurā

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Genres

فأتوه، فقال أبو جهل: والله يا عتبة ما خشينا (1) إلا أنك صبوت إلى محمد، وأعجبك أمره، فإن كانت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد. فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمدا أبدا، وقال: لقد علمتم أنى من أكثر قريش مالا، ولكننى أتيته- فقص عليهم القصة- فأجابنى بشىء، والله ما هو سحر، ولا شعر، ولا كهانة؛ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم. حم* تنزيل من الرحمن الرحيم* كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون* بشيرا ونذيرا حتى بلغ فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (2) فأمسكت بفيه، وناشدته الرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب.

ويقال:/ إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان جالسا يوما- وحده- فى المسجد وقريش فى أنديتهم، فقال عتبة بن ربيعة: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى هذا فأكلمه: فاعرض عليه أمورا لعله يقبل منا بعضها ويكف عنا؟ قالوا: بلى يا أبا الوليد. فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فذكر الحديث فيما قال له عتبة، وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك، حتى إذا فرغ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاسمع منى ما أقول. قال:

أفعل. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسم الله الرحمن الرحيم. حم* تنزيل

Page 250