234

Ittiḥāf al-wará fī akhbār Umm al-Qurā

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Genres

ابن الوليد (1). ثم قال لأبى جهل: والله لتنتهين أو لينزلن الله عليك قارعة، وقال لعتبة: يا ابن أبان ما أنت بمقصر عما ترى؟ فقال:

لا، حتى تدع ما أنت عليه. فقال: والله لتنتهين أو ليحلن بك قارعة.

وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلقيه أبو البخترى العاص بن هشام ابن أسد بن عبد العزى بن قصى- وكان أقل الناس أذى للنبى (صلى الله عليه وسلم)- فأنكر وجهه، فسأله عن خبره فأخبره، وكان معه سوط فأتى أبا جهل فعلاه به، فتشاور بنو مخزوم وبنو أسد بن عبد العزى، فقال أبو جهل: ويلكم إنما يريد محمد أن يلقى بينكم العداوة (2)، ووالله لئن رأيت محمدا يصلى لأطأن رقبته. فبلغه أنه يصلى، فأقبل مسرعا فقال: ألم أنهك يا محمد عن الصلاة؟! فانتهره رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: أتنهرنى وتهددنى وأنا أعز أهل البطحاء!! فسمعه العاص بن عبد المطلب فقال: كذبت. فنزلت أرأيت الذي ينهى* عبدا إذا صلى يعنى أبا جهل أرأيت إن كان على الهدى (3) يعنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وقال أبو جهل: يا محمد، ابعث لنا رجلين أو ثلاثة من أبنائنا ممن قد مات؛ فلست بأهون على الله من عيسى- فيما تزعم- فقد

Page 236