229

Ittiḥāf al-wará fī akhbār Umm al-Qurā

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Genres

جلوس فقال: يا معشر قريش أما والذى نفسى بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح وأشار بيده إلى حلقه. فأخذت القوم كلهم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طير واقع، حتى إن أشدهم فيه وصاة (1) قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرف أبا القاسم راشدا فو الله ما كنت جهولا.

ويقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يوما بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبى معيط فأخذ بمنكب النبى (صلى الله عليه وسلم) ولوى بثوبه فى عنقه فخنقه خنقا شديدا فاقتفى (2) أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم (3).

وقالت ابنة الحكم: قلت لجدى الحكم ما رأيت قوما أعجز منكم ولا أسوأ رأيا يا بنى أمية فى رسول الله (صلى الله عليه وسلم). قال: لا تلومينا يا بنية إنى لا أحدثك إلا ما رأيت بعينى هاتين، قلنا: والله لا نزال نسمع قريشا تعلى أصواتها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى هذا المسجد:

تواعدوا له حتى تأخذوه. فتواعدنا فجئنا إليه لنأخذه، فسمعنا صوتا

Page 231