223

Ittiḥāf al-wará fī akhbār Umm al-Qurā

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Genres

وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا، وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك. وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك يا نبى الله أريحا بن الأصحم بن أبجر، فإنى لا أملك إلا نفسى، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله؛ فإنى أشهد أن ما تقول حق.

ولما خرج المسلمون إلى الحبشة،/ ومنع الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) بعمه أبى طالب رأت قريش أن لا سبيل لهم عليه، فرماه الوليد بن المغيرة بالسحر والكهانة والجنون، وتبعه قومه على ذلك، فنزل فيه ذرني ومن خلقت وحيدا الآيات (1)، وفى النفر الذين تابعوه الذين جعلوا القرآن عضين (2).

ثم بالغوا فى أذى النبى (صلى الله عليه وسلم)؛ فمما فعلوه وقد اجتمعت أشرافهم يوما فى الحجر فذكروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط؛ قد سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم- أو كما قالوا- فبينما هم كذلك إذا طلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأقبل يمشى حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول، فعرف ذلك فى وجهه (صلى الله عليه وسلم)، ثم مضى، ثم مر بهم الثانية، فغمزوه بمثلها، فعرف فى وجهه، ثم مضى، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فوقف ثم قال: ألا تسمعون يا معشر

Page 225