وقيل: إن سبب مسير أبرهة الأشرم بالفيل إلى مكة أن النجاشى وجه أرياطا أبا أصحم/ فى أربعة آلاف إلى اليمن فغلب عليها، فقام رجل من الحبشة يقال له أبرهة الأشرم فقتل أرياطا، وغلب على اليمن، فرأى الناس يجهدون (1) فى أيام الموسم، فسأل أبرهة: أين يذهب الناس؟ فقيل له: يحجون بيت الله بمكة. قال: ما هو؟
قالوا: حجارة. قال: وما كسوته؟ قالوا: يؤتى من هاهنا بالوصائل. فقال أبرهة: والمسيح لأبنين لكم خيرا منه. فبنى لهم بيتا عمله بالرخام الأبيض والفضة، وحفه بالجواهر، وجعل له أبوابا عليها صفائح الذهب ومسامير الذهب، وجعل فيه ياقوتة حمراء عظيمة وجعل لها حجابا، وكان يوقد فيه بالمندل ويلطخ جدره بالمسك، وأمر الناس [أن] (2) يحجوه، فحجه كثير من قبائل العرب سنين، ومكث فيه رجال يتعبدون، وكان نفيل الخثعمى يعرض (3) له ما يكره، فأمهل. فلما كانت ليلة من الليالى لم ير أحدا يتحرك فقام فجاء بعذرة فلطخ بها قبلته، وجمع جيفا فألقاها فيه.
Page 21