وقد ورد في فضل العلم والعلماء من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ما ينيف (١) على مائة وخمسين دليلا، كما قرره صاحب "مفتاح دار السعادة"، وقد مر ﷺ في رهط من أصحابه، وهم سادات العلماء والمتعلمين على قبرين يعذبان، فشق جريدة ووضعها عليهما، وقال: "لعله أن (٢) يخفف عنهما ما لم ييبسا" (٣) ولم يقل لمروري ومرور أصحابي عليهما يخفف عنهما، كما زعمه هذا الجاهل.
وكأي من قرية عذبت، وأتاها أمر الله بغتة، وأنبياؤهم وعلماؤهم قبل ذلك يدعونهم، وهم ينظرون إلى وجوههم، ويخاطبونهم، ويسمعون كلامهم، فما أغنى عنهم ذلك إذ لم يؤمنوا بآيات الله، وأصابهم من العذاب ما أصابهم (٤) .
وكان الأولى بهذا الرجل أن لا يخوض فيما لا يدريه وأن يعطي القوس باريه شعرا/:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها
وأما قوله: إن في الحديث:
_________
(١) في "أ": "ما ينوف".
(٢) سقطت "أن" من: "جـ".
(٣) في "أ": "تيبسا"، والمثبت من: "ب"، ومصادر التخريج.
والحديث أخرجه مسلم في الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه: (ح/٢٩٢) .
(٤) في "أ": "وأصابهم ما أصابهم من العذاب".
1 / 24